تخطي إلى المحتوى

الموجز في الكلام بين العلم و التحديات


في هذا الكتاب تمّ بيان مجموعة من البحوث المشتركة بين علم الكلام كما تجلى عند أعلام المسلمين وحذاقهم، وبين البحوث المتداولة في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة، وما يتعلق بها من البحوث الميتافيزيقية، وفلسفة العلم، وفلسفة الطبيعة والرياضيات. وغرض الكتاب فتح باب التواصل والاستفادة المشتركة من هذين المجالين الكلامي والفلسفي، وإظهار الجهات الإيجابية من بحوث المتكلمين التي يمكننا الاعتماد عليها في عصرنا لحل كثير من الإشكالات التي تعترض المفكرين والباحثين في المجالات العلمية، وبيان البحوث المفيدة في الفلسفة الغربية المتعلقة بهذا الباب. والأكثر أهمية من ذلك إظهار بعض الوجوه الكلية التي يمكن من خلالها إعادة بناء الأسس العلمية والثقافية العليا للعلوم الإسلامية بناء على علم الكلام، سعيا وراء منظومة موحدة متناسقة مبنية على أسس قوية تمهد لنهضة قوية.

وكل هذا جاء بأسلوب ولغة قريبين للقراء، وبمعاني مباشرة، مع الحرص على ذكر بعض آراء الفلاسفة والمفكرين المعاصرين في شتى المجالات.

من المباحث التي اشتمل عليها الكتاب:

أجزاء العلوم، نظرية المعرفة عند أفلاطون وأرسطو، وفرنسيس بيكون والاتجاه الديكارتي وجون لوك وباركلي…، إيمانويل كانط والنقدية العقلانية وهدم الميتافيزيقا، هيغل وماركس والمثالية الموضوعية والمادية الجدلية، نيتشة والفلسفة العدمية وفلسفة الإرادة، تأسيس ما وراء الحداثة، وليام جيمس والنفعية الأمريكية .. نظريات إمكان تعدد العوالم، نظريات الزمان، نظرية الانفجار العظيم، بعض أدلة وجود الله الكلامية والفلسفية، رهان باسكال..

دعوى عدم إمكانية فهم الدين، فعل الله وعلاقته بحرّيّة الإنسان، جورج كانتور وموقفه من اللانهايات، مشكلة الشرّ، إمكان الوحي وفائدة النبوة، مناقشة دعوى كون المعجزات غير موافقة للعلم بل تستلزم تدمير العلم، نقد طريقة باتريك، دعوى كون المعجزة مستحيلة عقلا، نقد حجة ديفيد هيوم بعدم قابلية المعجزة للتصديق، إمكان فهم الشريعة عند القراء الواقعيون، القراء النسبيون، هانس غادامير، بول ريكور، شلايرماخر .. التعددية في الحق والأديان عند جون هيك ومحمد أركون وعبد الكريم سروش..

منشأ الأحكام والقيم الأخلاقية عند المذهب المعرفي وعند مذهب الأمر ومذهب الانفعالي، مذهب التطور ونشأة الضمير، مفهوم الدولة، صدام الحضارات، تعارف الحضارات … معيار صدق القضايا، وأسباب المعرفة، وخطأ الحواس، هل الإلهام سبب للعلم؟، منشأ البديهيات، مجعولية الماهيات، هل الوجود سيال أم جامد باق؟ … وحدة الوجود والتكثر، وحدة الوجود المادية، وحدة الوجود الجزئية، العلة والمعلول في حيز الممكنات، والفرق بين ديفيد هيوم والأشاعرة في مسألة العلية …. وغير ذلك.

وعلم الكلام من بين العلوم الإنسانية خُصّص للبحث في مقام الإثبات،
أي: إقامة الدليل على حقِّيَّة هذا الدّين الذي أنزله الله تعالى. ولذلك كان هذا العلم أرفع العلوم وأخطرها شأنا، وأكثرها تأثيرا في حال الخلاف، وأقواها حجّة وأثراً في حال الوفاق، وهو بما يقترحه من مسائل وبحوث يمثل الواسطة بين الحق والخلق من ناحية الإدراك والمعرفة التي هي من أوجب الواجبات.» ا.هـ
الشيخ د. سعيد فودة، المُوجَزُ فِي التّحَدّيَاتِ بَينَ عِلمِ الكَلَامِ والفَلسَفَة